Monday, May 25, 2009

قصص أطفال

المعتوه
ـــــــــــ


بعدة طعنات سريعة متتالية استطاع أن يجهز على والده فى السجده الاخيرة من صلاة العشاء ...
صرخ مبتهجا فى هستيريا مريبه " هكذا سيدخل والدى الجنه "
.
هفت صوته تدريجيا وردد ما قاله الشيخ فى الجمعه الماضية " من مات وهو ساجد دخل الجنة "
تردد فى اذنه ما قاله والده بعد سماعه الشيخ " يارب احسن ختامنا جميعا "
.
ثلاث سنوات مرّت عليه فى هذا المستشفى العقيم ولا يعلم لذلك سببا محددا، فقط أدرك ان الجميع يعاقبه على حبه الابدى لوالده العزيز

***********

الخنيق
ــــــــــ


متجهما كان وعلى وجهه تبدو معالم الشرود .. يسير بخطوات متسارعه غير عابىء بالصغير الممسك بيده اليمنى والذى يجاهد كى يلاحقه فى المسير
تتلاحق أنفاس الصغير فى سرعة ملحوظة وعلى وجهه قطرات العرق الصيفي الخانق ..
- بابا .. هو ّ خالو فين ؟
يشق سكونه سؤال الصغير ولكنّه ظل على صمته شاردا
لحظات من الصمت تزداد فيها قطرات العرق على وجهه الاملس ويزداد والده تجهما وسرعة فى السير
- هى ماما قالتى انه سافر بس ، بس انا سمعت خالتو بتقولها مرة ازاى يسجنوه عشان مربى دقنه
التفت الى الصبى لبرهة من الزمن .. فكّر أن يعنّفه ليسكت ولكنه لم يستطع أن يقطع صمته الذى دام
- بابا ؛ ماما كل شوية تقول لطارق اخويا " احلق دقنك .. ماتروحش الجامع ودقنك طويله كده " هى يابابا الدقن حرام ؟؟
يلتفت اليه هذه المرة وقد ارتسمت معالم الغضب على وجهه وأبطأ السير
استمر الصغير فى كلامه وقد سرق نظره محل الايس كريم على بعد خطوات ولم يلحظ نظرة والده الغضبى
- بابا أنا روحت مرة مع طارق اخويا لمايكل صاحبة وشوفت هناك راجل لابس اسود ودقنه طويله وادّانى شوكلاته وكان طيب قوى .. هو ده كمان اتسجن يابابا ؟
توقّف الأب فجأه استعدادا لنهره كى يكف عن الكلام الكثير
قاطع تفكيره بمطلبه البرىء ... بابا أنا عايز ايس كريم شوكلاته
رآها فرصة سانحه لإلهائه عن اسئلته السخيفه
عادا الى المنزل وقد لطّخ الصغير وجهه بالايس كريم لتستقبله والدته بتوبيخ يشوبه العنف " روح اغسل الدقن الشكولاته اللى بوظت شكلك دى " وبقى والده فى تجهمه يسرقه الشرود .

***********

المُتَمَرِّد
ـــــــــــ


ارتسمت على وجهه ملامح الغضب ثم صرخ فى عناد واصرار
"المنطلون لأ "
لم يكترث لصراخه ولطمه على خده الايمن بلا هواده
فازداد اصرارا على موقفه
تبعها بلطمه قوية على خده الايسر
فازداد عنادا على اصراره
يئس منه تماما وتركه لوالدته التى احتوته برفق شديد ، هدأ قليلا ولكنها لم تستطع ايضا أن تقنعه بارتداء " المنطلون " خاصةً وهى من عوّدته منذ البداية على ارتداء الشورت القصير ليستمتع باللعب بحرية مع اقرانه الصغار .