Tuesday, January 1, 2008

على عتبات الذاكرة

ثلاث قصص قصيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ




ذكريات الغد


فى حجرةٍ مظلمة يتخللها ضوءٌ خافت ينبعث من شاشة التلفاز
كان جالساً على كرسيّه المتحرك يشاهد مباراة اعتزاله التى مـر عليها سنون من العـمر
كان يشاهدها بقلبٍ بائسٍ وبعيـون تتلألأ فيـها دمــوع الحسرة والحنين الى الماضى
وبوجه كثر به تجاعيد الشيخوخة ذى شعر ابيضٍ مجعد
نـظر الى كرسيه المتحرك الذى لم يـعد قادرا على تحريك عـجلاته تامل قـدميه الـتى لم يعد يسـتطيع السير عليها
يشاهد نفسه وهو يركل الكرة ويجرى فى تحدٍ واضح واصرارٍ جامح وارادةٍ قـوية
يـنظر الى جماهير تهتف له وتهز قلبه وتشعره بالفخر
انفجر باكيا بصوت متحشرج مرتعد-(ستوب ...برافو) - سمعها من خلفه وسمع تصفيق حاد ممن حوله من المصورين وهنأه المخرج على هذا المشهد الرائع
هبّ واقفا من على كرسىّ العجزبعد ان خلع (بروكته )البيضاء وخلع القناع الذى كان على وجهه
.. ولكنه لم يستطع التوقف عن البكاء ..وقد قرر ان يعتزل التمثيل



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صورة من الذاكرة


امسك بصورته بين يديه واخذ يـتأمل صاحب تلك الصورة
ثم سقط مغشيا عليه
وسط ذهـول الحاضرين اكد الطبيب ان ذاكرته قد رُدت اليه
افاق من غيبوبته على واقعٍ اليم تمنى لو عاش فيه بدون ذاكرة
فقد كان وسيما جدا قبل ان يحترق منزلهم وتشوه خلقته

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على عتبات الذاكرة

يقفُ على سلمٍ خشبىٍ صغير كى يدرك به سور الشرفةِ المطلةِ على الشارع الخلفىّ ليشاهد حفل زفافها
تذرف كلتا عينيه دموعا يلاحقها الكتمان
تذكر اياماً كان يضرب الارض بكلتا قدميه لكى يجتاز سور الشرفة
ويقتنص بعض النظرات اللاهفة إليها
-طفلٌ كان-
و تعلو شفتيها ابتسامة اعجابٍ وطفولةٍ بريئة وهى تترقب حركته فى شغفٍ شديد
- أو هكذا تذكر-
.
.
قرر ان يتخلص من ويلات الذاكرة
.
طريح الارض
وحوله التف اطفال الحفل يبكون ..وصرخت العروس .. .. لقد مات القزم